تفاصيل الخبر |
الموجات الباردة ودلالات التغير المناخي
2024-12-15
للمدرس المساعد بلال مؤيد عبد الرحيم
مركز تنمية حوض أعالي الفرات – جامعة الانبار
من المعلوم ان درجات الحرارة ليست على وتيرة واحدة فترتفع تارة وتنخفض تارة اخرى وهذا امر طبيعي معتاد، وليس كل انخفاض او ارتفاع فيها يُعد موجة من الموجات الحارة/ الباردة، اذ اعتمد الميترولوجين في تحديد الموجات على اساس درجة الحرارة الصغرى والعظمى ومقدار الزيادة الحاصلة على المعدل وهي مدة لا تقل عن ثلاثة أيام، تتغير فيها درجة الحرارة عن معدلها المعتاد وقد حددتها بعض الدول، على سبيل المثال استراليا بان تكون خمسة ايام لا تزيد فيها الحراة الصغرى عن (5-10) 5م، وحددت الموجات الباردة (بتلك الفترة التي تنخفض فيها درجة الحرارة الصغرى خمس درجات عن معدلها لثلاث ايام متتالية)، وهي انخفاض مفاجئ سريع وشديد في درجات الحرارة ربما تستمر (5-10) أيام، اما الاكثر قبولاً هو الصادر من قبل (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وهي مدة لا تقل ثلاثة ايام متتالية تنخفض فيها درجة الحرارة الصغرى بمقدار خمس درجات عن معدلها العام)، وان تكون درجة الحرارة الصغرى قد انخفضت خمس درجات عن معدلها الشهري.
تترك الموجات الباردة اثر واضح على حياة الإنسان وأنشطته المختلفة فأثرها من الناحية الاقتصادية يكون في ارتفاع تكاليف التدفئة اللازمة أثناء الموجات الباردة اذ تتطلب الكثير من الطاقة الكهربائية والوقود الاحفوري لغرض عمل وسائل التدفئة المنزلية كذلك الاثار السلبية التي يتعرض لها الانتاج الزراعي من هلاك النباتات وموت الحيوانات لذلك فهي تكون سبب في المجاعة خصوصا في الدول الفقيرة التي تعتمد على الانتاج الزراعي في معيشتها فضلاً عن تأثيرها على صحة الانسان ومن الامثلة على ذلك ما في القارة الأوربية اذ تعرضت الى موجة برد في سنه 2012، كانت سبب انخفاض درجة الحرارة الى (-35) م5 فكان ضحيتها 100 شخص في أوكرانيا.
من خلال ما توافر من بيانات لمدة زمنية ليست بالقصيرة وهي من (1980-2024) وبعد تحليلها تبين ان العراق تعرض الى (133) موجة برد اختلف توزيعها زمانياً ومكانياً وتم تصنيف تلك الموجات على اساس مدة بقائها كالاتي:-
1. موجات قصيرة لا تتجاوز ثلاثة ايام وقد تم تسجيل (56) موجة.
2. موجات متوسطة (4-6) ايام والتي بلغ عدها بلغ (49) موجة.
3. موجات طويلة وهي اكثر من ستة ايام وبلغ عددها في العراق (28).
إن اشد انخفاض لدرجات الحرارة يكون في اشهر الشتاء والتي تحدث فيها موجات البرد وتلك الاشهر هي (كانون الأول، كانون الثاني، شباط) ويتضح بان هذه الموجات قد اختلفت من شهر الى اخر فيكون شهر كانون الاول هو الاكثر تكراراً في حدوث الموجات الباردة اذ تم تسجيل (61) موجة من مجموع الموجات الباردة التي سجلت في العراق (1980-2024) يأتي بعد ذلك شهر كانون الثاني الذي احتل المرتبة الثانية اذ بلغ تكرار الموجات الباردة فيه (45) موجة ثم يأتي شهر شباط في المرتبة الثالثة اذ تم تسجيل (27) موجة.
اما من حيث التوزيع الزماني لهذه الموجات خلال المدة المذكورة فقد اختلف حدوثها من سنة خالية من الموجات الباردة الى سنة يكثر فيها تكرار تلك الموجات، ويلاحظ الارتفاع التدريجي في تكرار حدوثها حيث شهد العراق حدوث (13) موجة للمدة (1980-1990)، وهو العدد الادنى الذي تم تسجيله في حين تم تسجيل (40) موجة للمدة (1991-2000)، في حين يأتي العقد الثالث الذي شهد اعلى تكرار لحدوث موجات البرد في سنة 2008 والذي بلغ (12) موجة من اصل (43) موجة في المدة (2001-2010)، بينما سجل العراق (37) موجة في المدة (2011-2024) وتعد السنوات (2014-2019-2023-2024) هي الاكثر تكرار للعقد الأخير.
وهذا التزايد ايضاً لوحظ في الموجات الحارة والسبب الرئيسي لهذا هو التغير المناخي، اذ يعمل الاحتباس الحراري على تغير كبير في الأنظمة الجوية مما يؤدي الى ذوبان الجليد في منطقة معينة وتغير اقيام الضغط الجوي، واتجاه حركة الرياح، وما يترتب عليه من حركة الكتل الهوائية وخصائصها المؤثرة في الطقس، فضلاً عن دور العنصر البشري في ذلك، من حيث تغير استعمالات الارض وازالة الغطاء النباتي والملوثات والانبعاثات التي لها الدور الكبير في التغير المناخي.
#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات
#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center